ماذا لو دعا عرب العراق الى الإستفتاء والإستقلال ؟

ماذا لو دعا عرب العراق الى الإستفتاء والإستقلال ؟

صبحي ساله يي

2017-07-05T10:44:00+00:00

عنوان المقال سؤال إفتراضي، يمكن طرحه إذا ما وضع عرب العراق أنفسهم مكان الكورد وأصبحوا من المنادين بالإستفتاء والمطالبين بحقهم في تقرير مصيرهم والإستقلال عن الكورد؟ وقالوا إنهم يختلفون عن الكورد في اللغة والثقافة والعادات الاجتماعية والجغرافيا. وإذا ما إستسلموا (العراقيون العرب) لواقع الحال وتقبلوا تصحيح الأخطاء الكثيرة الشاخصة أمام الأعين البصيرة، وقبلوا بالتعايش في عالم أصبحت الحرية فيه مطلباً لكل الشعوب؟ وإذا ما بحثوا بعقولهم الرشيدة عن الحلول التي تقيهم من الخطر وأبتعدوا عن الشروط التي تنتهك حريات الآخرين وإحترموا الأعراف والمواثيق والمعاهدات الدولية واتفاقيات حقوق الإنسان التي تنص وتكفل حق تقرير المصير بمفهمومه الواسع، وأول ما في ذلك هو الإستقلال؟

حينها، كيف تكون ردات الفعل، ومواقف القابضين على السلطة الحقيقية في العراق وايران وتركيا تجاه ذلك المطلب؟ وماذا يكون موقف المتعالين والمحذرين والمتوعدين الداعين بالويل والثبور والعواقب الوخيمة للداعين الى الإستقلال والذين يصفون المطالبين بالإستقلال بالخونة، وهل يصفون الدولة العربية الجديدة بإسرائيل ثانية؟ أم يعتبرونها مملكة او مشيخة شرعية ؟ وماذا لو كانت المواقف الكوردية تجاه تلك الدولة كمواقف العرب الحالية تجاه دولة الكورد المستقبلية والتي يسوقونها نحو مآلات وعواقب مظلمة؟

 وماذا لو بنوا مع الكورد علاقات ناضجة تنعكس إيجاباً على أوضاعهم؟ علماً إنهم يعيشون مع انطباعات وثقافة صارت وكأنها قدرهم المكتوب, والكثير منهم يردد كلمات وعبارات تحمل إيحاءات سلبية جعلتهم قانطين يائسين. صدام وحزب البعث ونظامه، وحكومتا المالكي وأحزاب سياسية معينة، ونواب وكتاب الغفلة الذين يسبّحون بحمد الدينار والدولار، لعبوا دورا في ترسيخ هذه الثقافة المبنية على الاشاعات والأفكار الكاذبة والمغلوطة. وآخر إبداعاتهم البعيدة عن العقل والمنطق السليم، نراهم منهمكين في البحث عن حجج وأقاويل باطلة لا تقر بالإستقلال الكوردستاني، وراكضين وراء الإدانات والتشهيرات، ومتشبثين بمواقف عدائية لكل ما هو كوردي وكوردستاني، ورافضين لإرادة الكورد في تقرير مصيرهم، والإستقلال عن عراق مستحكم بأزمات لاتعد ولاتحصى. ونراهم ينتهجون منهج الدكتاتورية تحت وشاح الديمقراطية وبدعة المحافظة على وحدة الاراضي العراقية التي لم تكن موحدة أبداً، والسيادة الوطنية التي غدت سراباً فاقداً لبريقه الخادع.

 وبالإبحار في أرشيف الآلة الإعلامية الضخمة التي تحركت لتحريك كرة ثلج الخلافات الكوردية العربية خلال السنوات العجاف السابقة، نجد الجواب على سؤالنا الإفتراضي أعلاه في تصريحات الكثير من المسؤولين الذين إشتكوا من التصرفات الكوردية وعدم رضوخهم للأوامر والقرارات التي تصدر في بغداد؟ وفي قولهم : الكورد يستنزفون الموازنة العراقية ويأخذون حصتهم من نفط البصرة ويبيعون نفطهم لهم؟ وفي أقوال آخرين : الكورد يحتلون مواقع مهمة في بغداد ولايشاركون غيرهم في المواقع في كوردستان؟ لهم تمثيل في البرلمان العراقي ولهم برلمان خاص في الإقليم؟  وكذلك : الكورد، أبناء الجن، وسبب كل المشكلات والبلاءات والإبتلاءات التي يتعرض لها الشعب العراقي، وهم وراء توالي المحن والأزمات بشتى النواحي في طول العراق وعرضه، وهم وراء الفساد والافساد في كل مفاصل الدولة. وهم السبب في عدم رؤية هلالي شهري رمضان وذي الحجة، وقلة الأمطار وزيادة درجات الحرارة. لذلك عندما يظهر المهدي المنتظر سيحاربهم بقوة ويبيدهم. ويظل السؤال الذي يستمر في طرح نفسه هو: إذا كان حال الكورد مثلما تقولون لماذا لا تستفتون أبناء جلدتكم وتستقلون عنهم؟

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon