العراق والمواقف الدولية المخزية

العراق والمواقف الدولية المخزية

د. سوزان ئاميدي

2019-11-10T13:52:17+00:00

العالم بمنظماته الدولية والتي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان حيال مايحصل من تدمير وقتل في كوردستان روژئافا والعراق حقا مخزيه وتثير الاشمئزاز .
عندما أراد الشعب الكوردي في اقليم كوردستان العراق تقرير مصيره من خلال وسيلة شرعية قانونية إنسانية دولية وهي الاستفتاء العام وقف العالم بمنظماته ضدها ، في وقتها عرف القاصي والداني ان ادعاء العالم بحقوق الشعوب هو اكذوبة كانت ومازالت وستستمر طالما هناك سياسة واستراتيجية تضع المصالح المختلفة فوق امن واستقرار وحفظ دماء الشعوب ، لقد فضح العالم الصامت نفسه حيال كل مايحصل من إبادة لشعوب المنطقة ، انها دول ومنظمات تعمل لمصالحها المادية البعيدة كل البعد عن روح الانسانية وحقوقها ، واصبح قتل الانسان هو الممول والمعزز لأجنداتهم الاقتصادية .
توالت المواقف المخزية اتجاه هذه الشعوب التي لم تطلب ولا تطلب سوى ادنى الحقوق ، وبعض هذه المواقف اقل ما يمكن وصفها بالخائنة والجبانة لما كان لها تاثير ظالم ومجحف ، مؤثر وقاتل كموقف ترامب حيال الكورد في روزئافا والذي عمق المشاعر الحزينة والمخيفة في نفس كل مواطن في هذه المنطقة . وان كانت هناك مواقف إيجابية الا انها اما فردية او دولية خجولة غير مؤثرة (ذر الرماد في العيون ).
والان مايحصل في العراق وبالأخص في المناطق التي تشهد الثورة الاجتماعية السياسية ضد الظلم والتعسف والجهل والقهر والتخلف والراديكالية واستشهاد العشرات ومئات الجرحى يوميا باسلحة نارية حية دون اَي موقف دولي مناهض ، هذا الصمت والسكوت الدولي انه إقرار بالموافقة على مايجري بحق هذا الشعب وكأَن العالم بأنظمته اتفق مع الأنظمة المحلية في إبادة شعوب المنطقة .
في الواقع كنت أُعول على رئيس الوزراء عادل عبد المهدي لموقفه الرافض للتدخل الخارجي بالشأن العراقي الا انه وقع تحت ضغوط وتهديدات ( حسب تصريحات بعض المقربين له ) الا ان اغلبيتها الإيرانية في الحكومة العراقية اصبحت طرفا في مؤامرة دولية جبانه ضد الشعب العراقي.
العراقيون وخاصة الاغلبية الشيعية فقدوا الثقة بكل الأطراف وأصبحوا قوة ذاتية تعتمد على ذاتها بتمويل نفسها بنفسها ماديا ومعنويا الامر الذي جعلها تصر على موقفها في التغيير الاجتماعي والسياسي ورفض كل أنواع الاستعباد انها حقا صحوة اجتماعية عظيمة ، خاصة بعد الفتوى الاخيرة للمرجعية ومقترحاتها المخجلة والتي هبطت من معنويات الناس ووضحت وكشفت حقيقتها ، هنا سؤال يطرح نفسه : من الذي مخول او يعطي لنفسه الحق بالتحدث نيابة عن الدماء التي سالت ؟ المتظاهرون لم يطالبوا المرجعية سوى (تحريم الدم العراقي ) وهذا ابسط حق يستحقه المتظاهر ، وهنا سؤال اخر : هل تحريم التعدي على المنشأة اهم من تحريم قتل العراقي ؟! رغم ان المتظاهرين اعلنوها سلمية ولا يملكون أي نوع من إمكانيات الاعتداء ، الا ان هناك أطراف معروفة لدى العراقيين زجوا ببعض الشباب الموالي لهم بين المتظاهرين العزل ليقوموا بأعمال تخريب واعتداء وقتل وبطرق مختلفة ومنها استعمال "الموس" والذي ادى الى جرح وقتل الكثيرين بين صفوف المتظاهرين فضلا عن الاعتقال والخطف والاغتيالات وذلك بعد ان يتم تصويرهم من قبل الشباب الموالين والذي عثر عند بعضهم على هويات أمنية واستخباراتية ، والان هناك اكثر من 4000 معتقل ومن ضمنهم رجال شرطة و جيش متهمين بالتعاون مع المتظاهرين او تبادل المشاعر الأخوية ! .
وينتشر في كل المناطق الثورية اناس ملثمون بملابس سوداء يدعون انهم حمايات الرئاسية ومكافحة الشغب ويأتمرون باوامر المنفذين لاوامر ايران .
ومن الجدير بالذكر ان البعض من الشعب العراقي كان يبني امال على الصدريين ولكن عندما عرفوا عن اجتماع مقتدى الصدر مع قاسم السليماني في النجف وقتل خمسة من خيرة الشباب مقابل حرق القنصلية الإيرانية فقدوا حتى هذا البصيص من الأمل المتبقي وأصبح الكل في اعينهم خونة وفاسدين ويجب إزالتهم .
حكومة بغداد والمرجعية في تحدي كبير امام الشعب ،فكل يوم يعتبر يوما فاصل معهم ليكونوا في حل من دماء العراقيين .
في الواقع ضحايا كثر ولكن المواجهه اكبر والشعب لن يهزم .

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon