بعد انسحاب البيشمركة.. فراغات الأمن تلتهم مصدر معيشة سكان جلولاء

بعد انسحاب البيشمركة.. فراغات الأمن تلتهم مصدر معيشة سكان جلولاء
2021-08-15T12:38:14+00:00

شفق نيوز/ اكد مزارعو قرى شمالي ناحية جلولاء على بعد 70 كم شمال شرق بعقوبة، يوم الاحد، هلاك جميع البساتين المثمرة وفقدان المزارعين لمصادرهم المعيشية بسبب الهجمات الارهابية والفراغات الامنية التي خلفها انسحاب قوات البيشمركة منذ 4 سنوات.

وقال أبو مروان (57 عاما) احد مزارعي شمالي جلولاء لوكالة شفق نيوز، "قبل 2017 وبوجود البيشمركة ومسكها للقواطع لم نشهد او نتعرض لاي حادث ارهابي وكانت بساتيننا تعج بمنتجات الفاكهة وتدر علينا اموالا كبيرة تكفي المؤن المعيشية وحققنا مكاسب اقتصادية كبيرة بتصدير المنتوج وازدهاره السنوي".

وأضاف أن "البيشمركة كانت لها صولات استباقية واستخبارية اجهضت مخططات عناصر داعش واي تنظيم ارهابي باختراق البساتين او القرى الزراعية لكننا اليوم ومنذ 2017 نتعرض لهجمات واستهداف متواصل تنفذه مجموعة من عناصر داعش عجزت قوات الامن عن احتوائها واعادة الحياة الى بساتيننا التي هلكت او جرفت ضمن خطة امنية الا ان الامان والاستقرار لم يتحقق ولازالت قرى جلولاء عرضة للهجمات المباغتة".

وأشار ابو مروان الى "تعاون البيشمركة وتعاملها الامني الخاطف مع اي معلومة وحملات التفتيش والتمشيط المستمرة التي حققت استقرارا امنيا واقتصاديا في حوض شمالي جلولاء"، معربا عن "استغرابه عن عجز القوات الامنية المتواجدة حاليا رغم عدم القصور من السيطرة على مجموعة صغيرة من عناصر داعش تسبب بهلات مساحات شاسعة من البساتين".

ولفت إلى ان "عبوات ومصائد داعش طمست ارثا اقتصاديا لاهالي جلولاء لا يمكن تعويضه مجددا ولا يمكن معالجة نتائجه  المعيشية الكارثية على المزارعين".

فراغ أمني

الفراغ الامني الذي خلفه انسحاب البيشمركة من مناطق جلولاء عام 2017 لم تتمكن الاجهزة الامنية من معالجته رغم تعدد تشكيلاتها وكثافة واستمرارية عملياتها لفقدان الدراية الجغرافية والخبرة الامنية في مناطق جلولاء الوعرة بحسب عضو الاتحاد الوطني الكوردستاني – تنظيمات جلولاء خليل خوداداد.

وقال خوداداد لوكالة شفق نيوز، أن "البيشمركة استمدت قوتها وسيطرتها على مناطق جلولاء من التعاون الاستخباري والمثالي للاهالي مع ضمان الحفاظ على سلامة المتعاونين وعدم كشف هوياتهم ما ساعد البيشمركة من توطيد العلاقة مع المواطن وحرمان الجماعات الارهابية من تحقيق اهدافها او حتى التجرؤ على الاقتراب من ممتلكات واراضي المزارعين".

واستدرك خوداداد "لا يمكن اتهام الاجهزة الامنية بالقصور لكنها لم تتمكن من سد فراغات البيشمركة وفرض السيطرة الامنية على قرى شمالي جلولاء  ذات البساتين العامرة لاكثر من 70 عاما".

واشار عضو الاتحاد الوطني  الى ان "بساتين جلولاء كانت تمول نصف ديالى وحتى مناطق اقليم كوردستان  بالفواكه والمحاصيل الزراعية ذات الجودة العالية  لكنها اندثرت وهلكت بسبب مجموعة ارهابية لا يتجاوز عددها 12 فردا ,عجزت الاجهزة الامنية على اجتثاثها او القضاء عليها".

وتشهد مناطق شمالي جلولاء؛ هجمات واضطرابات أمنية بسبب الفراغ الأمني بين ديالى وحدود اقليم كوردستان والذي خلفته قوات البيشمركة بعد انسحابها عام 2017 عشية استفتاء الاستقلال، ما يدفع بالقوات الأمنية إلى شن عمليات لتأمينها.

وأصبحت جلولاء ناحية عام 1958، ويبلغ عدد سكانها نحو 70 ألفا، وتقع على بعد 70 كم شمال مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى، وهي من المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد وتشهد توترا امنيا متواصلا منذ اواخر عام 2008 وحتى عام 2014 بعد سقوطها بيد داعش آنذاك بسبب انسحاب قوات البيشمركة التي فرضت سيطرتها التامة على الوضع  الامني.

وبعد عودة البيشمركة في حرب تحرير جلولاء عام 2014 ولغاية اكتوبر 2016، فرضت استقراراً امنياً ومنعت عناصر داعش من التواجد في جميع القرى والقصبات الشمالية والمحيطة بجلولاء, قبل ان تنسحب عام 2017 وتترك فراغات وثغرات امنية استغلها عناصر داعش لإحياء معاقله من جديد.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon