تقرير أمريكي يرصد تجربة إيران "المدمرة" مع كورونا

تقرير أمريكي يرصد تجربة إيران "المدمرة" مع كورونا
2020-08-29T14:44:54+00:00

شفق نيوز/ كشف تقرير لمجلة "فورين بوليسي" الأميركية، الاسباب وراء تجربة إيران "المدمرة" مع وباء فيروس كورونا التي بدأت مع مطلع شباط الماضي، وفيما اشارت الى الاخطاء التي ارتكبتها ايران؛ لفتت الى ان انتشار الوباء في إيران كان مدخلا لتفشي الفيروس في دول المنطقة مثل العراق ولبنان وأفغانستان، "نظرا لأن بؤرة الفيروس كانت مدينة قم الدينية التي تعد أيضا مدينة يقبل عليها السياح الشيعة". 

 وطرح التقرير تساؤلاً مفاده، لماذا كان التفشي الأولي للفيروس في إيران مدمرا؟ 

يوضح تقرير مجلة "فورين بوليسي" إن هناك عدة عوامل وراء الأمر بعضها داخلي والأخر خارجي، وعوضا عن اتخاذ خطوات فعالة، اكتفى المسؤولون الإيرانيون بدعوة مواطنيهم إلى عدم زيارة المدينة. وفي الوقت ذاته لم تكف الدولة الإيرانية عن دعوة السكان إلى المشاركة في الانتخابات وعقدتها فعلا، وفي غضون اسبوعين أصبحت في إيران أكبر حصيلة وفيات خارج الصين.

ويضيف، ان الإدارة الحكومية السيئة للأزمة عامل آخر، إذ تعرضت لانتقادات شديدة، بسبب بطء استجابتها للوباء وحرمان خبراء الصحة العامة من اتخاذ القرارات المناسبة.

كما عد مرشد النظام الإيراني، علي خامنئي، بعد أيام من تأكيد وجود إصابات في بلاده الأمر مجرد "دعاية سلبية" من طرف وسائل إعلام أجنبية، ولم يلتفت إلى معالجة الأخطار الحقيقية التي كانت تحدق بالبلاد، بحسب تقرير المجلة الامريكية. 

و تضيف، انه في مستهل تفشي الفيروس، رفض مسؤول كبير في وزارة الصحة الإيرانية فرض حجر صحي على قم، بؤرة الفيروس في إيران، وذلك قبل يوم واحد من إظهار الفحص أنه مصاب بكورونا. ومنح الرئيس الايراني روحاني في مطلع آذار لجنة وطنية صلاحية إدارة أزمة الفيروس عوضا عن وزارة الصحة، الأمر الذي يظهر "تسييس الأزمة" بحسب المجلة الأميركية.

والعامل الآخر للاخفاق تضيف الصحيفة هو في بداية تفشي الفيروس، اشتكى العاملون في القطاع الصحي من ضغوط حكومية وصلت درجة قمعهم لمنعهم من الإفصاح عن الأرقام الحقيقية للفيروس.

وفي مطلع آذار، ذكرت ممرضة في مستشفى بمدينة كرج غرب طهران "تلقينا تعليمات بعد كشف أرقام الضحايا والمصابين"، مشيرة الى ان المشهد الإعلامي في إيران يعكس الرواية الرسمية فقط، لذلك غاب دور الصحافة المستقلة، برغم دورها البالغ الأهمية في الأزمات نحو إطلاع الجمهور عما يجري حولها، والذي حاول تأدية دوره تعرض للاعتقال والمضايقة كما  استمرت رحلات الطيران إلى الصين، أكبر مستهلك للنفط الإيراني.وتمثل شريانا اقتصاديا للبلاد وعندما رفعت القيود المحلية ضد كورونا اندلعت الموجة الثانية.

وانهارت قيمة الريال الإيراني إلى أسوأ وضع في تاريخه، وخسر ما يقرب من 48 بالمئة من قيمته في عام 2020.

واضاف التقرير، أن العقوبات الأميركية ضد إيران فاقمت أزمة البلاد الاقتصادية، وكان على إيران أن تختار بين الحفاظ على الاقتصاد أو الصحة العامة، فاختارت الاقتصاد، مبينا ان العامل الآخر الذي ادى الى تفاقم الإصابات بالفيروس في ايران هو العقوبات الأميركية التي ادت إلى منع إيران من الوصول إلى النظام المالي العالمي، وهو ما أدى إلى تقليص قدرة البلاد على شراء المستلزمات الصحية، برغم أن واشنطن أعفتها من العقوبات فيما يتعلق بالاحتياجات الطبية والإنسانية، لكن البنوك تفرط في الالتزام بالعقوبات الأميركية خوفا من التداعيات الخطيرة.

 ودفع الاقتصاد المتدهور و انخفاض  الناتج الإجمالي المحلي الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إلى إعادة فتح الاقتصاد، وهو ما أدى إلى غرق البلاد في موجة ثانية من الفيروس ابتداءً من حزيران الماضي.


Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon