ماذا يحدث عندما يعود المقاتلون العرب في العراق وسورية إلى بلادهم؟

ماذا يحدث عندما يعود المقاتلون العرب في العراق وسورية إلى بلادهم؟
2015-05-17T03:06:27+00:00

شفق نيوز/ على الرغم من أن الكثير من الاهتمام بالمقاتلين الأجانب تركز على الأوروبيين والأميركيين الذين يذهبون للقتال في العراق وسورية، فقد ألهم الصراع بشكل خاص المسلمين السنة في العالم العربي.

وما تزال الأرقام الدقيقة غير متوفرة، لكن رئيس مركز مكافحة الإرهاب القومي شهد في شباط (فبراير) 2015 بأن أكثر من 20.000 مقاتل أجنبي من 90 بلداً على الأقل ذهبوا للقتال في العراق وسورية.

ومن هؤلاء 3.400 فقط من الولايات المتحدة وغرب أوروبا، في حين جاءت البقية من بلاد المسلمين، وخاصة من العالم العربي.

وهناك عدد قليل من البلدان غير المشاركة في ذلك، وفي حين يشكل مرتع الجهاد منذ وقت طويل، المملكة العربية السعودية، مرة أخرى مورداً موثوقاً للمقاتلين الجهاديين، فكذلك تفعل بلدان بعيدة عن سورية والعراق، مثل تونس وليبيا والمغرب.

ولكن، ما الذي يحدث عندما يعود هؤلاء المقاتلون إلى الوطن؟

ويرى تقرير بحثي لمعهد بروكينغز كتبه دانيال بايمان ان المقاتلين الأجانب الذين يكتسبون خبرة قتالية في العراق وسورية يشكلون خطراً مزدوجاً. وسوف يعود كثير من أولئك الذين يذهبون إلى الحرب كمحاربين قدامى صلبتهم المعارك، وثابتين في مواجهة الخطر، وماهرين في استخدام الأسلحة والمتفجرات –مادة التجنيد المثالية للإرهابيين.

والأهم من ذلك، قد تتغير نظرتهم إلى العالم. وبينما يكونون في منطقة النزاع، يشكل هؤلاء المقاتلون شبكات مع متطرفين آخرين، ويتبنون تقنيات قتالية متطرفة مثل التفجيرات الانتحارية وقطع الرؤوس، ويقيمون علاقات مع الجهاديين في جميع أنحاء العالم، مما يجعلهم عرضة لمزيد من التطرف ويتيح لهم الحصول على التدريب والأسلحة التي قد يفتقرون إليها بخلاف ذلك.

تواجه العديد من البلدان في العالم العربي، لا سيما ليبيا ولبنان، خطراً كبيراً من نزيف المقاتلين العائدين، وتواجه العديد من البلدان الأخرى مخاطر أكثر تواضعاً، وخاصة الجزائر ومصر وتونس واليمن. ومع ذلك، لا يوجد انموذج بسيط للنزيف، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن المجموعات في سورية والعراق، والحركة الجهادية العالمية بشكل عام، تظل منقسمة فيما يتعلق بالتركيز والاستراتيجية.

بالإضافة إلى ذلك، توجد لدى مختلف البلدان عوامل مخففة مختلفة. وبشكل خاص، يكون لوجود أو عدم وجود أجهزة أمنية قوية ومركزة تأثير عميق على خطر النزيف. وعلى الرغم من أن العديد من البلدان معرضة لخطر العنف، فإن من المرجح أن يكون الأثر الاستراتيجي للمقاتلين العائدين أكثر محدودية. ومع أنه يمكنهم، عسكرياً وتكتيكياً، إنشاء مجموعات جديدة أو تعزيز القائم منها، فإن طموحاتهم، وتركيزهم على المستوى الإقليمي، وافتقارهم إلى الانضباط، ووحشيتهم، تعني في كثير من الأحيان أنهم يخلقون من الأعداء أكثر مما يقهرون ويغضبون السكان المحليين، وبطريقة تقوي موقف الحكومات.

في حين من المرجح أنهم سوف يستخدمون الإرهاب، فإنه سيكون مركزاً في المقام الأول محلياً وإقليمياً، ربما مع جعل الإرهاب الدولي أقل من حيث الأولوية. ومن المرجح أن يتزايد الإرهاب ضد أهداف غربية في المنطقة أيضاً.

فالذين يقاتلون مع "الدولة الإسلامية" يتشربون عداء التنظيم للغرب باعتباره عدواً عسكرياً، وإنما يعتنقون أيضاً فكرة رؤيته كوجود يتعارض أيديولوجياً مع الإسلام "الحقيقي".

كما أن خطف الغربيين للحصول على فدية سيكون مرجحاً أيضاً، لأسباب مالية إلى حد كبير، وإنما أيضاً بسبب الدعاية التي تجلبها مثل هذه الأعمال.

يمكن للدول العربية أن تقلل من خطر نزيف المقاتلين المتطرفين من خلال عرقلة سفر المتطوعين وتقييد قدرتهم على التنظيم، والتصدي للسرد الجهادي بقدر أكبر من الفعالية من خلال التشديد على الطابع الداخلي للعنف في المجتمع السني، وتطوير برامج فعالة لنزع التطرف. كما أن التعاون الإقليمي والدولي لمراقبة وتعطيل سفر هؤلاء المقاتلين ستكون أموراً قيّمة أيضاً. ومن ناحية أخرى، من المرجح أن تستفيد هذه الأنظمة من وجود الجهاديين لكسب المزيد من الدعم من الولايات المتحدة، وتأخير الإصلاحات الديمقراطية، وشن حملة على المعارضة غير الجهادية.

تعرض عودة المقاتلين الأجانب أيضاً فرصاً جديدة لجمع المعلومات الاستخباراتية التي ربما تكون الأجهزة الإقليمية بطيئة في جمعها ومعالجتها بغير ذلك. وعلى وجه الخصوص، أصبح استخدام المقاتلين الأجانب المكثف لوسائل الإعلام الاجتماعية، مثل الفيسبوك وتويتر، مصدر ضعف لهم في الوقت الحالي، والذي يسمح بسهولة بجمع المعلومات ومعرفة الشبكات الأوسع، فضلاً عن المعلومات في الوقت الحقيقي حول تحركات وأنشطة المقاتلين. ولذلك يشكل تحسين تبادل المعلومات الاستخباراتية ومكافحة التجسس الهجومية أمواراً حاسمة للحد من خطر الارهاب.

وهذا هو المكان الذي يمكن للولايات المتحدة أن تلعب فيه دوراً ميسراً مهماً من خلال جلب أجهزة الاستخبارات المختلفة معاً، وتيسير تدفق المعلومات بينها، لا سيما في الحالات التي تكون فيها الشكوك (أو السياسة فقط) هي التي تحد من التعاون.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon