مؤتمر لندني حول العراق.. حلول مشاكل البلد بأيدي العراقيين والفساد الاختبار الأصعب

مؤتمر لندني حول العراق.. حلول مشاكل البلد بأيدي العراقيين والفساد الاختبار الأصعب
2022-11-15T19:01:16+00:00

شفق نيوز/ عقد معهد "تشاتهام هاوس" البريطاني للأبحاث، مؤتمراً حول العراق تحدث فيه خبراء ومحللون في قراءات للأحداث التي عاشها البلد خلال العام الماضي ومحاولة استكشاف المسار المحتمل، حيث يعتبر المعهد انه برغم تشكيل حكومة جديدة، ما يزال العراق في نقطة محفوفة بالمخاطر في عملية بناء الدولة.

وذكر المعهد في تقديمه للمؤتمر العراقي الذي انعقد أمس الاثنين، بحسب تقرير نشره المعهد وترجمته وكالة شفق نيوز، ان الهدف من انتخابات تشرين الاول/ اكتوبر 2021 كان يتمثل بعملية إعادة الرد على الدعوات للتغيير الصادرة عن الاحتجاجات، الا ان الواقع تمثل بأن العراق شهد أطول عملية تشكيل حكومة، والتي شابها التقاتل السياسي، وهجمات العنف، والتظاهرات المتبادلة، واتهامات ضد القضاء المسيس.

الحل من الداخل

وبحسب موقع المعهد البريطاني، فإن المؤتمر السنوي للمبادرة العراقية-2022، شارك فيه صناع سياسة ومحللون واكاديميون وناشطون، وعقد في لندن، وكان متاحا للمشاركين اونلاين ايضا، لمناقشة اوضاع العراق السياسية والامنية والاقتصادية في ظل عدم استقرار متزايد.

من جهتها، نقلت صحيفة "ذا ناشيونال" الصادرة بالانكليزية، عن وزير الدولة البريطاني السابق لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أليستر بيرت قوله امام مؤتمر "تشاتهام هاوس"، ان على قادة العراق أن يتولوا مسؤولية مواجهة التحديات التي تواجه العراق، وليس المراهنة على الشركاء كبريطانيا، في لعب دور أكبر في إعادة إعمار البلاد.

وقال بيرت "اعتقد انه من الواضح تماما، ان مسألة تقرير مستقبل الحكم في العراق ستكون في أيدي الشعب العراقي ومن يتم انتخابهم ويقودونهم"، مضيفا "لن تكون بين ايدي اي احد من الخارج".

ورفض بيرت الأصوات الداعية لكي تقوم بريطانيا بدور أكبر في التخفيف من المشكلات الاجتماعية والسياسية التي يواجهها العراق، رافضا مبدأ أن "كل هذا خطأنا"، مضيفا انه لا يؤيد ان تلعب بريطانيا دورا أكثر مركزية.

الإصغاء لصوت الشعب

وبعدما أشار الى التظاهرات التي اندلعت في عام 2019 ضد الفساد والطائفية السياسية والبطالة، قال بيرت ان صوت الشعب العراقي يجب ان تسمع من جانب النخبة في بغداد، اذا كان البلد يأمل بالتحرك قدما نحو مستقبل مبشر.

واعتبر الوزير البريطاني السابق، أن دور بريطانيا في العراق حاليا، يجب ان يتمثل في تشجيع المسؤولين المنتخبين على الانخراط مع العراقيين والاستماع الى هواجسهم.

واوضح انه "ما لم يتم الاستماع الى هذه الاصوات، فلن يكون توجه الحكومات نحو الموقع الذي يحتاج العراق ان يكون فيه، وحيث يكون العراق امنا"، مضيفا ان هذه "الأصوات يجب ان تسمعها الحكومة وهذا ما نقوم به".

ماذا ترى أمريكا؟

وفي لهجة مشابهة لما صدر عن الوزير البريطاني السابق، قالت نائبة مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في وزارة الخارجية الامريكية جينيفر جافيتو، انه برغم ان واشنطن تعتزم لعب دور في إعادة الإعمار فيما بعد الحرب لسنوات مقبلة، إلا أنه ليس بإمكانها أن تؤمن الارادة السياسية للتغيير الذي يطالب به العديد من العراقيين.

وحول كيفية معالجة مشاكل العراق، قالت جافيتو ان "الجواب يقع على عاتق العراقيين وليس من خلال حل مفروض"، مبينة "لقد استثمرنا بقوة في تزويد قوات الامن العراقية بالتدريب اللازم لتولي زمام الأمن لبلدها، والإرادة السياسية شيء كما يلاحظ أليستر (بيرت)، لا يمكننا تقديمه".

ونقلت "ذا ناشيونال" عن سياسيين سابقين قولهم ان على الحكومة الجديدة ان تتخذ قرارات شجاعة من أجل تغيير النظام لمواجهة الفساد وتطبيق الإصلاحات التي يحتاجها البلد بشدة.

تغيير جذري

وقال السياسي والأكاديمي العراقي ضياء الاسدي أمام مؤتمر لندن، انه "يجب ان نكون واضحين وصادقين، فمن دون تغيير النظام من الداخل لن يتغير شيء"، موضحا "يجب ان تغير المبادئ والأسس التي أقيم عليها النظام".

واعتبر الاسدي، الذي كان رئيسا لكتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري في البرلمان العراقي بين عامي 2014 و2018، ان على العراق اتخاذ "قرارات شجاعة، وهذه الحكومة لم تتخذ خطوات جريئة حتى الآن".

وتابع ان "شيئا لم يتغير بالفعل، حتى لو كان الوزراء المؤهلون ينتمون الى أحزاب معينة، فإن الجميع يدرك ان النظام لم يتغير، وهذا ليس شيئا مخفيا".

حكومة السوداني ومكافحة الفساد

من جهته، قال الامين العام لكتلة الإطار التنسيقي عباس العامري، التي كانت خلف تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة محمد شياع السوداني، ان الاصلاحات تأتي "بعد تولي السلطة"، موضحا أن "هذا يتطلب خطوات عملية، وتولي السلطة هو المحرك الرئيسي للإصلاح".

وبعدما لفت العامري الى ان الاصلاح يبدأ من القضية المحورية المتمثلة بالفساد، قال ان حكومة السوداني ستتمكن من اكتساب دعم العراقيين وحلفاء البلاد من اجل التصدي للفساد.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon