في الموصل.. حي "عشوائي" يحكي قصة الفقر والبطالة والإهمال الحكومي (صور)

في الموصل.. حي "عشوائي" يحكي قصة الفقر والبطالة والإهمال الحكومي (صور)
2022-08-28T12:32:39+00:00

شفق نيوز/ في منطقة عشوائية على أطراف مدينة الموصل هناك منازل بسيطة غير نظامية بعضها بسقوف من الصفيح، شيدت على أراضٍ تعود للدولة العراقية، لا تتوافر على الخدمات الأساسية من شبكات الماء والصرف الصحي لأنها "تجاوز"، وبالإضافة إلى ذلك هناك أيضاً العوز والبطالة والفقر الذي يدفع بعض الشباب إلى الانتحار بسبب اليأس من حياة أفضل.

وكالة شفق نيوز تجولت في منطقة "رجم حديد الثالثة" والتقت ببعض سكانها الذين لم يجدوا سبيلاً للسكن بشكل نظامي بسبب ارتفاع أسعار شراء المنازل أو استئجارها ما دفعه إلى تشييد جدران تقيهم برد الشتاء وسقف يحميهم من لهيب الشمس.

تقول ام فواز، وهي احدى الساكنات في منزل مساحته 100 متر مربع إنهم يعانون الأمرّين، موضحة أن اثنين من أبنائها أتما الدراسة الجامعية إلا أنهما كحال غيرهم من الخريجين لم يحصلوا على وظيفة أو فرصة عمل، ويعملان بالأجر اليومي لكنهما في الشهر قد يعملان لأسبوع فقط في أحسن الأحوال.

وتتحدث أم فواز عن حالها مع أبنائها الذين باتوا يستحقون الزواج إلا أنها لا تستطيع تقديم شيء لهم فما يعملون به يسد حاجة المعيشة فقط، ورغم ذلك تقول إن حالهم افضل من حال جيرانهم في الحي فهنالك شاب انتحر بسبب الحاجة والبطالة وآخر حاول الانتحار لكن انقذه ذويه وهذا حال اغلب شباب الحي يعيشون في حالة من الكآبة بسبب الأوضاع الاقتصادية.

وتبرر ام فواز تجمع المئات من العوائل في منطقة "رجم حديد الثالثة" وتشييدهم المنازل فيها بأنهم لا يستطيعون دفع الإيجار ولا شراء المنازل وسط المدينة ولا خيار أمامهم سوى البحث عن أراض فارغة للعيش فيها.

وليس ببعيد عن ام فواز يتحدث أحمد سليمان لوكالة شفق نيوز، وهو أحد شباب المنطقة عن حالتهم مع الخدمات، ويقول انهم محرومين من كل شيء لأن مناطقهم غير نظامية وحتى الماء الذي كانوا يحصلون عليه من الأحياء المجاورة قطعته مديرية الماء عنهم وهم اليوم يشترون ماء الشرب من السيارات الحوضية.

أما عن خدمات البلدية والمراكز الصحية والمدارس فهي جميعاً معدومة تماماً لانهم لا يمتلكون سندات ملكية لاراضيهم.

ويعترف سليمان بأنهم حي غير نظامي لكنه قال ان على الحكومة ان تجد بديلاً لهم او توزع على الاقل قطع اراضي لهم.

منازل تبنى من الطابوق وبعض السقوف فيها ليست من الاسمنت إنما من الصفائح المعدنية، هذا لا يهم المهم أن يجدوا ما يأويهم.

يقول الناشط في مجال العمل الإغاثي، محمد مسعود، لوكالة شفق نيوز، ان "هذا الحي هو مثال وصورة عن العديد من المناطق العشوائية حول مدينة الموصل والتي بدأت تطوقها مثل شباك الصيد، وغالبية من يعيشون في هذه المناطق هم طبقة معدمة لا يسمع أحد أصواتهم ولا يتذكرهم السياسيون الا في ايام الانتخابات".

ويتحدث مسعود عن ايام الحملات الاغاثية قائلا انهم ينقلون آلاف السلال الغذائية الى مثل هذه المناطق لكن حجم الحاجة والعوز يحتاج الى جهد كبير لا تغطيه قدرة المتبرعين.

اما احمد وليد فقد وصف هذه العشوائيات في حديثه لوكالة شفق نيوز، بأنها "إنجاز الأحزاب والطبقة السياسية والحكومات المتعاقبة والتي لم تضع خططا لتوزيع الاراضي وشمول المستحقين مثل هذه العوائل".

ويشير إلى أن "التضخم في أسعار العقارات جعل الفقير يحلم حتى بشراء الأرض وليس بنائها وإن لم يكن هنالك حلول جذرية ستصبح المناطق العشوائية مناطق من الصعب حتى الدخول اليها في السنين المقبلة واينما حل الفقر والجوع ستجد الجريمة ايضاً".

مدير احصاء نينوى نوفل الراوي، يقول لوكالة شفق نيوز، ان "نسبة الفقر بلغت 40% من سكان نينوى يعيشون تحت خط الفقر ودخل الفرد منهم شهريا أقل من 105 دنانير اما نسب البطالة فقد تجاوزت 30‎%‎ بعد أن كانت قبل عامين 19%‎ فقط".

ويرجح الرواي ان "النسب سترتفع في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon