صور.. فصل صيف "كارثي" يهدد أهوار العراق "المنكوبة": لا تراث ولا عالمي

صور.. فصل صيف "كارثي" يهدد أهوار العراق "المنكوبة": لا تراث ولا عالمي
2021-06-16T18:21:05+00:00

شفق نيوز/ منذ تعرض أهوار العراق، إلى التجفيف خلال فترة النظام العراقي السابق، إبان محاربته حركات ثارت ضده مستخدمة الطبيعة الجغرافية هناك، لم تعد الأهوار إلى طبيعتها رغم جهود إنعاشها، وإدخالها في قائمة التراث العالمي كموقع مهم لإحياء تاريخها.

الأهوار العراقية

والاهوار، مسطحات مائية واسعة تمتد بين محافظتي ذي قار وميسان، بالإضافة إلى احتواء واسط أجزاء منها، وتعيش فيها أنواع من الأسماك والحيوانات والطيور، بالإضافة إلى استيطانها من قبل قبائل عرب الأهوار مثل (الشغانبة، الكرامشة، والبو المحمد)، الذين يعتمدون على مياهها بصورة كبيرة للعيش.

وتنشط في الأهوار أيضاً تربية الجمس التي تكون مصدر رزق لمعظم الذين يسكنون الأهوار، إلى جانب الثروة السمكية والطيور.

ويعتمد سكان الأهوار بصورة كبيرة على رعي الجاموس، فأرضهم لا تنبت فيها الحشائش اللازمة لرعي الأغنام، كما أن وفرة المياه سابقاً، جعلت منها المكان المفضل لتربية هذا النوع من الحيوانات، منذ مئات السنين.

فضلاً عن ذلك، فإن عشرات أو ربما مئات الطيور المهاجرة وبمختلف أنواعها، تقضي شتاء دافئاً نسبياً في مياه الأهوار، بالإضافة إلى أنواع من الحيوانات البرية المهددة بالانقراض.

مخاوف حقيقية

وبعد طول سنين، برزت مخاوف جدية لدى سكان الأهوار، من الجفاف الذي أصاب أراض واسعة من الأهوار، إثر انخفاض نسبة الماء وجودته بسبب قلة الواردات المائية القادمة من دجلة والفرات، بفعل سدود دول الجوار من جهة، وقلة تساقط الأمطار خلال الأعوام القليلة الماضية من جهة أخرى.

لكن ثمة سبب رئيسي آخر، وفق سكان الأهوار، يتمثل بـ"إهمال الجهات الحكومية للاهوار وما تشكله من أهمية كبيرة على مختلف المستويات الحضارية والاقتصادية، والسكانية أيضاً.

ويهدد هذا التغير وجود الأهوار على لائحة التراث العالمي التي تحدد أهمية الأهوار بهذين العاملين.

انخفاض مرعب

وعن هذه الأزمة، أوضح الخبير في مجال البيئة والاهوار، جاسم الأسدي، أن "نوعية المياه في الأهوار تدهورت بشكل كبير، حيث ارتفعت نسبة الملوحة إلى حوالي 11 ألف جزء بالمليون، وهي مستويات قاتلة للحياة البيئية داخل الاهوار"، مبينا أن "هذه النسبة تقتل حيوان الجاموس بالدرجة الأولى، لأن هذا الحيوان بعد نسبة الـ6 آلاف جزء بالمليون، لا يقترب من المياه لأنها تؤدي إلى عمى عيونه ثم تقتله".

وأشار الأسدي، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "الإغمار المائي للاهوار الذي وضعت خطته عام 2005 حقق أقل من 70% من ما مخطط له"، مردفا بالقول إن "مستوى ارتفاع المياه في الأهوار حاليا يبلغ 137 سم بعدما كان قبل أشهر يشكل نسبة ارتفاع أكثر من 180 سم وقد انخفض بشكل مرعب فقط خلال الـ15 يوماً الماضية بنسبة 14 سم".

وعن تربية الجمس، نوه الخبير البيئي العراقي، إلى وجود "حركة كبيرة من قبل مربي الجاموس لتغيير أماكنهم طلبا للمياه الصالحة لحيواناتهم للحفاظ عليها من النفوق، وستزداد هذه الحركة خلال الشهرين المقبلين ما لم توجد هناك حلول سريعة وآنية من قبل الجهات المسؤولة في الدولة العراقية".

وتابع: "هناك خطر كبير على الأسماك داخل مياه الأهوار بسبب ارتفاع نسب الملوحة فيها وربما تشهد الأهوار هجرة الأسماك إلى قاع الأنهر"، مرجحا أن يكون الصيف الحالي "كارثيا على الحياة في الأهوار إذا لم تقف الحكومة مع هذه المأساة الحاصلة هناك".

نزوح مُقلق

وعن كل ما تقدم، أضاف قائممقام قضاء الجبايش الجديد، كفاح شناوة لوكالة شفق نيوز، أن "هناك نزوحاً لعدد من العائلات في القضاء بسبب جفاف بعض مناطق الاهوار، فضلا عن رصد أضرار كبيرة خلفها نقص المياه في الأهوار".

وأبدى شناوة، عزمه "الجلوس مع الدوائر المختصة لبحث الأمر ومفاتحة وزارة الموارد المائية لغرض إطلاق الحصة المائية المخصصة للأهوار والتي هي منطقة محمية دولياً وحصتها المائية محمية وفق القانون الدولي ولا يمكن التجاوز عليه أو إنقاصه".

ولفت إلى أن "عدم استجابة بغداد لمطالب إطلاق حصة مياه الأهوار بالسرعة القصوى، سيجبر قائممقامية الجبايس، على إعلانها منطقة (منكوبة)"، مستدركا بالقول، "على الجميع أن يتحمل المسؤولية تجاه الأهوار أمام المجتمع الدولي".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon