سقوط طريق دمشق-بغداد.. ما اهمية ذلك

سقوط طريق دمشق-بغداد.. ما اهمية ذلك
2015-12-21T02:01:37+00:00

شفق نيوز/ بعد معارك طويلة مع تنظيم الدولة الإسلامية والنظام السوري استمرت عدة أشهر، استعادت الفصائل المعارضة التابعة للجيش الحر السيطرة على طريق دمشق-بغداد الإستراتيجي في منطقة القلمون الشرقي، والذي يعتبر معبرا أساسيا تستخدمه قوات النظام السوري وكذلك تنظيم الدولة. ويتوسط القلمون الشرقي الريف الدمشقي وحمص والبادية السورية وصولا إلى الأردن والعراق، وهو ما خوله امتلاك شبكة طرقات مهمة لا يمكن لأي فصيل عسكري من الفصائل التي تتقاسم النفوذ هناك الاستغناء عنها. ومن هذه المنافذ طريق دمشق-بغداد الدولي إضافة إلى منطقة العتيبة وبئر القصب والتي يستخدمها النظام في إغلاق الغوطة، إضافة إلى كونها طريقا لفصائل الجيش الحر التي تتجه إلى الأردن، كما أنها طرق تصل بين مساحات السيطرة الخاضعة لهذا الفصيل أو ذاك، وفقدانها يعني خسارة إستراتيجية له. ولم يعد طريق دمشق-بغداد مهما فقط للنظام السوري لنقل المليشيات العراقية والوصول إلى قطعه العسكرية الواقعة في البادية السورية, بل أصبح مهما لتنظيم الدولة لاستخدامه في تسيير القوافل البشرية واللوجستية بين مدينة الرقة وباقي مناطق نفوذه في جنوب سوريا، وخاصة لعناصره المتمركزين في محيط القلمون الشرقي والغوطة الشرقية, بالإضافة إلى إدخال المواد الغذائية إلى مناطق نفوذه في شمال سوريا عبر هذا الطريق. بحسب تقرير للجزيرة. طريق إستراتيجي ويقول الإعلامي في غرفة العمليات العسكرية بالقلمون الشرقي مروان القاضي إنه على خلاف المعارك السابقة التي هدفت إلى السيطرة على طريق دمشق-بغداد والتي لم تكن تستهدف قطع الطريق، فالمعركة اليوم استهدفت السيطرة على أجزاء محددة من الطريق بشكل كامل والتمركز عليه منعا لقوافل تنظيم الدولة القادمة من الرقة من الوصول إلى عناصرهم المحاصرين في جبل دكوة وبئر القصف. ويضيف القاضي أن المعارك ابتدأت من مطار السين العسكري في البادية السورية حتى مسافة سبعين كيلومترا على طول الطريق, حيث تم خلالها ضرب عدة نقاط كانت تتمركز فيها قوات تنظيم الدولة والتي يعتبر أهمها حاجز ظاظا وبئر الشحمة ومخفر واستراحة الشحمة، والتي تعتبر أهم النقاط التي تعطي لمن يسيطر عليها هيمنة كاملة على الطريق والتحكم في من يمر عليه أو يستخدمه. ويشير إلى أن سيطرة المعارضة على هذه المسافة ستضمن عدم وصول أي تعزيزات من معقل تنظيم الدولة في الرقة إلى أي فصيل عسكري تابع له في القلمون الشرقي أو جنوب سوريا على العموم, إضافة إلى أنه سيعيد حرية التحرك للمعارضة المسلحة في المنطقة والتي قيدها التنظيم في الأشهر الأخيرة منذ سيطرته على الطريق, وهذا عدا عن خنق النظام بمنع تحركه على هذا الطريق باتجاه قطعه العسكرية في البادية السورية. وعلى امتداد العام الماضي دخل تنظيم الدولة في صراع قوي مع كتائب المعارضة في المنطقة ابتدأت بمبايعة كتيبة 'المكحل' بقيادة أبو المعتصم (رجل مخابراتي سابق) للتنظيم، وقيامه مع عناصر من 'المهاجرين' المتواجدين في المنطقة بضرب كتائب 'جيش الإسلام' في منطقة بئر القصب وقتل معظمهم والسيطرة عليها, وتبعها وضع التنظيم كل طاقاته في سبيل السيطرة على أهم معابر وطرقات القلمون الشرقي في محاولة للتضييق على الكتائب المتواجدة في المنطقة. من جهة أخرى يقول الملازم أول أبو عبد الرحمن المشارك في المعركة الأخيرة، إن معظم الكتائب المشاركة في معركة السيطرة على طريق دمشق-بغداد الأخيرة تتبع الجيش الحر، وأبرزها 'كتائب الملازم أحمد العبدو' و'جيش أسود الشرقية'، وهما تعتبران من أكبر تشكيلات الجيش الحر المسيطرة في القلمون الشرقي والمتمركزة في جبال البتراء بمنطقة الرحيبة. وعن خسائر التنظيم يقول الملازم إن عدد القتلى في صفوفه بلغ 15 قتيلا، فضلا عن العديد من الجرحى بينما لم يسقط أي قتيل أو جريح للمعارضة المسلحة، بالإضافة إلى تدمير عدة آليات للتنظيم واغتنام بعض الأسلحة المتوسطة والفردية, ويعود ذلك -حسب قوله- إلى مبادرة مقاتلي المعارضة بالهجوم وخبرتهم في طرقات المنطقة خلال سنوات الثورة السابقة. ويشير أبو عبد الرحمن إلى أن المعارك في محيط الطريق لم تتوقف حتى اللحظة، وهي مستمرة في منطقة تدعى 'الخفية' شمال طريق دمشق-بغداد قرب مفرق 'كبد'، وذلك إثر ملاحقة مقاتلي المعارضة لفلول عناصر تنظيم الدولة المنسحبين، إضافة إلى أن التنظيم عمد إلى زج بعض التعزيزات بهدف استرداد ما خسره.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon