رأي أمريكي مستعجل.. "حان وقت الرحيل من العراق"

رأي أمريكي مستعجل.. "حان وقت الرحيل من العراق"
2020-09-08T06:17:11+00:00

شفق نيوز/ اعتبرت مجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية في تقرير لها تحت عنوان "المنطق اللاعقلاني في ابقاء القوات في العراق"، أن إطالة أمد وجود التدخل العسكري الاميركي في هذا البلد، يزيد الأمور صعوبة على العراق لتحقيق الاستقرار، ويستنزف الموارد العسكرية الاميركية. 

وفي التقرير الذي كتبته بوني كريستيان، وهي كاتبة متخصصة بالشؤون العسكرية، ولها منشورات في "لوس أنجلوس تايمز" و"ان بي سي" و"سي ان ان" و"يو اس ايه توداي" وغيرها، وترجمته وكالة شفق نيوز، ذكرت بما قاله رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي مؤخرا بأن "العراق لا يحتاج الى دعم عسكري مباشر ومساندة ميدانية على الأرض" من جانب الولايات المتحدة. 

ونقلت عنه قوله في تصريحات ادلى بها على هامش زيارته الى واشنطن مؤخرا، ان العراق قد يحتاج الى "تعاون ومساندة" أميركية على مستويات مختلفة في المستقبل استنادا الى تغيير طبيعة الخطر الارهابي، مشيرة الى ان الدعم الذي اشار اليه يتعلق بالتدريب العسكري والتسليح، وهو ما يعتبر أقل من طبيعة الدور العسكري الأميركي الحالي. 

واعتبرت كريستيان أن على صناع السياسة الأميركيين أن يتلقوا الرسالة من ذلك، فبعد 17 سنة من القتال، فإن الحرب في العراق تمثل "فشلا واضحا، وهو فشل بلا نهاية مرتقبة". 

وأشارت كريستيان الى ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب تعهد مرارا بتخفيض الوجود العسكري الاميركي في العراق، لكن من غير الواضح ما إذا كان يرغب فعلا بالانسحاب. 

واضافت ان ترامب لا يسير وفق استراتيجية متجانسة، ويهدد بالتصعيد بسهولة تنديده بالغزو من أساسه، مشككة في تصريحاته التي يتحدث فيها عن وقف "الحرب اللانهائية".

كما اشارت الى وجود نحو خمسة الاف عسكري أميركي في العراق حاليا، وهو نفس عددهم عندما جاءت هذه الادارة الاميركية الى الحكم، مضيفة أنها عندما طالب البرلمان العراقي في يناير/كانون الثاني الماضي بمغادرة كل القوات الاجنبية، فان الادارة الاميركية رفضت الطلب. 

ولا تتفاجئ كريستيان بهذا الموقف الاميركي، اذ تذكر بأن الشخصيات الاساسية في الادارة الاميركية لا ترى حاجة ضرورية للانسحاب، على غرار قائد القوات المركزية الجنرال كينيث ماكينزي الذي يؤمن بضرورة "استمرار الاحتلال إلى الأبد" لمحاربة داعش واي تنظيم سيخلفها، في حين ان وزير الخارجية مايك بومبيو تعهد الاربعاء الماضي بان القوات الاميركية ستكون مشغولة في العراق لفترة طويلة مقبلة، رافضا ان يناقش احتمالية الانسحاب وطالبا من الصحافيين "الا يركزوا على ذلك". 

وفي هذا الإطار، تعتبر الكاتبة الاميركية ان تأخير هذا الوضع القائم يشكل خطرا وغير مثمر بالنسبة الى الامن الاميركي، اذ يبقي الجنود الاميركيين في وضع التعرض ل"لمخاطر لا ضرورة لها" ومن أجل "نهايات مستحيلة". 

ورأت الكاتبة ان هذا الوضع يبقى احتمال الحرب قائما مع ايران، مشيرة الى ان ترامب نفسه قال انه ينظر الى العراق على انه قاعدة لابقاء العين مفتوحة على ايران، ما يعني بالتالي امكانية ضربها اذا لم يعجبه ما يراه، وهو أمر "يتحتم علينا ان نتجنبه لا ان نرعاه".  

وقالت ان هذا الوجود العسكري يجلب الفوضى للعراق، مذكرة بتصريح للكاظمي مؤخرا اشار فيه الى ان هجمات المسلحين على المنطقة الخضراء التي كانت تسمى منذ ما بعد الغزو ب"اميركا الصغيرة"، هي "نتيجة سنوات من النزاعات، وليس مفاجئا ان المجرمين يعملون هنا وهناك لزعزعة الأمن".

ومع ذلك، أقرت كريستيان بأن الانسحاب الاميركي لن يجلب السلام للعراق كالسحر، لكنها اشارت الى استمرار الوجود العسكري الاميركي لن يحقق ذلك أيضا. كما اعتبرت ان من النتائج غير المباشرة للوجود العسكري هو ظهور داعش في مرحلة ما بعد الغزو وفراغ السلطة في العراق. 

ونقلت عن الأكاديمي في هارفارد ستيفن وولت قوله في مجلة "فورين بوليسي" ان الجماعات المتطرفة التي ظهرت في العراق كانت دائما تستقطب الدعم لنفسها من خلال معارضتها للتدخل الاجنبي (الغربي تحديدا) في المنطقة، وخمنوا ماذا؟ القوى الاجنبية ما زالت تتدخل في المنطقة، وطالما استمر مستوى التدخل على حاله، فان داعش وشقيقاتها، سيتمكنون من كسب المزيد من المجندين". 

وخلصت كريستيان الى ان البقاء في العراق بعدما طلب مرارا وبوضوح خروج القوات الاميركية، سيساهم فقط في تعزيز التحاق المجندين في صفوف المتطرفين كداعش بين السكان السنة، وبفصائل موالية لايران بين الشيعة.

وأكدت ان الوجود العسكري الاميركي في العراق، يعني كلما طال أمده من دون تأييد عراقي، وقوع النتائج الاكثر سوءا. واضافت "لسنا بحاجة الى البقاء، وتصريحات الكاظمي قد تكون بداية لخروجنا. ان قضية الانسحاب بسيطة: العراق يقول انه لا يريد جنودا اميركيين في الميدان، واستطلاعات الرأي ان ثلاثة أميركيين من بين كل أربعة يؤيدون الانسحاب، واطالة أمد التدخل العسكري الاميركي يجعل الامور أكثر صعوبة بالنسبة الى العراق لتحقيق الاستقرار ويمتص الموارد العسكرية الاميركية". 

وختمت بالقول ان "البقاء في العراق استراتيجية سيئة، وسياسة رديئة، ولا تحقق السلام. وبعد 17 سنة، حان وقت الرحيل". 

 

 

 

 

 



Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon