ايران واسرائيل.. الحرب المؤجل انفجارها الى أية لحظة!

ايران واسرائيل.. الحرب المؤجل انفجارها الى أية لحظة!
2022-06-15T19:11:02+00:00

شفق نيوز/ يكاد لا يمر يوم دون الكشف عن تطور جديد في التوتر الحاصل بين الايرانيين والاسرائيليين، ما يعزز التكهنات بان الاحتقان القائم قد ينفجر في اي لحظة وينذر باندلاع مواجهة عسكرية غير معروفة النطاق، حيث يعتقد البعض انها قد تكون محدودة، او ان نيرانها قد تخرج من تحت السيطرة، لتطال الاطراف الاقليمية الاخرى.

ويدور ما يشبه "الحرب السرية" بين الاسرائيليين والايرانيين واخذت في الشهور الماضية شكلا متصاعدا، من تفجيرات طالت بعض السفن الى مواقع عسكرية سرية، او عمليات قصف تطال مواقع في سوريا بما فيها مطار دمشق قبل ايام، واغتيالات كالتي جرت في ايران مؤخرا واستهدفت ضباطا وباحثين ايرانيين مرتبطين ببرامج علمية او نووية متطورة، وعمليات اختراق لطائرات مسيرة من لبنان باتجاه اسرائيل.

تؤجج المخاوف من اشتباك عسكري قد يتطور اقليميا، الانتكاسة التي اصابت المفاوضات النووية الايرانية مؤخرا، في وقت يستعد الرئيس الامريكي جو بادين الى القيام باول زيارة له الى المنطقة، والتي يعتقد انها ستشمل كلا من اسرائيل والسعودية. كما تأتي هذه الاجواء في ظل التهديدات التي تبادلها لبنان وحزب الله واسرائيل في الايام الماضية بعد وصول سفينتة لانتاج الغاز من حقل للطاقة في البحر المتوسط، ما زال مصيره لم يحسم كمنطقة متنازع عليها بين الطرفين.

لكن يزيد من غموض المشهد ان واشنطن لا تبدو متحمسة، اقله في العلن، للدفع الاسرائيلي باتجاه الحرب مع ايران، وهي، -أي واشنطن- تبدو منهمكة في تطورات الحرب الاوكرانية وتداعياتها على المستوى العالمي وعلى اسعار النفط عالميا وارتفاع سعر البنزين على المستهلك الامريكي، اكثر من انهماكها بالضغوط الاسرائيلية من اجل "استكمال ملف قضية الحرب" ضد ايران.

وفي اطار هذا الضغط الاسرائيلي، دعا وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانتس الى تشكيل تحالف إقليمي ضد إيران بقيادة الولايات المتحدة، قائلا ان هناك حاجة لبناء قوة مشتركة بقيادة واشنطن في مواجهة إيران، مشيرا إلى "الشراكة والعلاقة العميقة مع شركائنا وحلفائنا الأميركيين، وكذلك العلاقات التي بنيناها ونطورها في السنوات الأخيرة مع دول المنطقة".

اما رئيس الحكومة الاسرائيلي نفتالي بينيت، فقد قال خلال اجتماع في الكنيست الاسرائيلي مؤخرا ان اسرائيل غيرت من طريقة تعاملها مع "الاخطبوط الايراني"، موضحا ان اسرائيل اصبحت تتحرك الان "ضد الرأس وليس فقط الأذرع كما كنا نفعل في السنوات الماضية"، ما يعني استهداف ايران مباشرة من الداخل بدلا من القوى الوكيلة لايران في المحيط الاقليمي.

وتتجمع المخاوف الان بعدما نقلت صحيفة "نيويوررك تايمز" امس عن مسؤول ايراني ومصدرين آخرين على صلة بالحكومة الايرانية بشرط عدم الكشف عن هويتهما ان إيران تعتقد بان اسرائيل هي التي قتلت العالمين الايرانيين ايوب انتظاري وكمران اغامولاي، من خلال تسميم طعامهما.

وكانت وفاة العالمين قد اعلنت في ايران دون توجيه اتهامات لاي طرف بالضلوع في موتهما المفاجئ بفارق ايام قليلة. وقد يعني هذا الاتهام الايراني لاسرائيل، بان ردا عسكريا ايرانيا ما قد يحدث في اي لحظة.

ويوم الاثنين الماضي، قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية ان الرد على افعال إسرائيل سيكون في مكانه وليس في دولة ثالثة.

وكشفت تقارير اسرائيلية خلال الايام الماضية عن احباط "محاولات" لاستهداف مجموعات من الاسرائيليين المتواجدين في تركيا، حيث اضطر الامن الاسرائيلي الى اخلائهم على عجل، من دون ان تحدد طبيعة التهديدات التي طالتهم ولا مواقعهم، لكنها ربطتها بمساع ايرانية ل"الانتقام" من اسرائيل.

وبينما اعادت اسرائيل التأكيد على تحذيراتها لمواطنيها من السفر الى تركيا، او ضرورة مغادرتها سريعا "الا اذا لزم الامر"، كما جاء على لسان وزير الخارجية الاسرائيلية يائير لابيد نفسه، نقلت وكالة "تسنيم" الايرانية عن القائد السابق للحرس الثوري الايراني الجنرال مجمد علي جعفري قوله ردا على كلام مسؤولين اسرائيليين عن احداث وقعت في الداخل الايراني مؤخرا من دون ان يحددها، ان "اسرائيل ومسؤوليها يدركون تماما الضربات التي تلقوها من ايران حتى الان، وبعضها ما زالت قيد التحضير، وانهم واجهوا هذه الضربات في عدة دول اقليمية وحتى في داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة (اسرائيل)"، مشيرا الى ان طهران لا يمكنها للاسف ان تتحدث بشكل معلن عن العديد من هذه الضربات التي وجهتها لاسرائيل، وان العديد منها ظل قيد الكتمان.

وقال الجنرال جعفري انه "عندما يقوم النظام الصهيوني بعملية واحدة، يجب أن يدرك أنه سيحصل على ردود عليها عدة مرات".

وجاء ذلك فيما تقول ايران انها لا تتوقع حربا، حيث قال نائب القائد العام للحرس الثوري علي فدوي ان الاوضاع ليست مهيئة لاندلاع حرب، موضحا ان "الاعداء لا يجرؤون على التطاول على ايران". الا ان نائب قائد قوات الدفاع الجوي الايراني رضا الهامي قال، إن "أدنى تهديد من العدو سيواجه بصفعة قوية من قواتنا التي ترصد كل تحركات الأعداء خارج حدود إيران".

وفي الوقت نفسه، تحدث الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" الجنرال تامير هيامان، الذي يترأس حاليا معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، عن ان "إيران تتحدى إسرائيل من خلال قناتين رئيسيتين: اولاهما الطموح لامتلاك أسلحة نووية، مما قد يتطور ليصبح التهديد الاستراتيجي الاخطر بالنسبة لاسرائيل، وثانيا من خلال نشاطها المتزايد في المنطقة، وتعزيز نفوذها الإقليمي، وتزويد القوى المعادية في المنطقة بأسلحة متطورة كالصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة".

واعتبر هايمان في مقال نشره موقع "القناة12" الاسرائيلية، ان المفاضلة بين الخيارات السيئة والأسوأ، تجعل اسرائيل لا تقبل وضعا تمتلك فيه ايران سلاحا نوويا، لكنه اشار ايضا الى ان الايرانيين والاسرائيليين يدركون ان الامريكيين ليسوا متحمسين لخوض حرب واسعة النطاق، في ظل انخراطهك العميق في الحرب الأوكرانية، مما يتطلب من الامريكيين اطفاء اي حريق قد ينشب بين طهران وتل ابيب، من دون أن يضمن ذلك أن اسرائيل لن تذهب إلى خيار عسكري انفرادي تجاه ايران، مع ابلاغ مسبق لواشنطن، في حال ضمنت أن هذه المواجهة الثنائية لن تنزلق إلى حرب متعددة الجبهات.

ولا يبدو ، بحسب ما يلاحظ مراقبون، ان تصريح وزارة الخارجية الامريكية بالامس حول ان ايران بامكانها امتلاك قنبلة نووية خلال اسابيع، يأتي في اطار التهديد او التعبئة ضد الايرانيين، وانما في اطار التشديد، ربما للطرف الاسرائيلي تحديدا والقوى العالية النبرة ضد ايران في الداخل الامريكي، على اهمية العودة الى خيار المفاوضات.

وجاء في البيان الامريكي حرفياً ان "ايران يمكن أن تحصل على قنبلة نووية خلال اسابيع، لذلك نريد العودة المتبادلة للاتفاق النووي"، مضيفا ان تنتظر الرد الايراني الذي يجب ان يتخلى عن قضايا "غير جوهرية"، في اشارة الى مطالبة طهران باخراج الحرس الثوري من لائحة الارهاب الامريكية. وبالاضافة الى ذلك، رفضت واشنطن الحديث عن توقعاتها بتاريخ عودة ايران الى المفاوضات، وشددت على ان "خطواتنا في الدفاع عن النفس ضد التصعيد الايراني حكيمة، ولا نسعى إلى زيادة التوتر في المنطقة".

في الخلاصة، يقول مراقبون، ان المنطقة تتأرجح على حافة الهاوية في اجواء المخاوف المتزايدة، وقد تتسبب شرارة صغيرة في تدهور الاحداث وخروجها عن السيطرة، وصولا الى اندلاع مواجهة كبيرة، اذ من غير المعروف مثلا، اي عمل اسرائيلي في اطار "الحرب السرية" القائمة، سيكون سببا كافيا بالنسبة الى ايران، للرد بشكل علني واكبر، والعكس صحيح.

كما انه من غير المعروف التأثيرات الاقليمية لمثل هذه الشرارة، ومن هي الاطراف التي ستجد نفسها منخرطة فيها، بارادتها او رغما منها، سواء في منطقة الخليج او العراق ولبنان وسوريا. والاهم، من غير الواضح، ما اذا كانت واشنطن ستهرع الى التورط في حرب، اقليمية، فيما شرارة حرب عالمية الطابع واكثر خطورة تجري في اوكرانيا، ويخشى ان تتسع الى شرق اوروبا، وربما الى ما هو ابعد من ذلك.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon