"السؤال الأهم" يؤرق خريجي الإعلام وأحلامهم ترتطم بـ"الفاشينستات ودكاكين المهنة"

"السؤال الأهم" يؤرق خريجي الإعلام وأحلامهم ترتطم بـ"الفاشينستات ودكاكين المهنة"
2024-04-06T19:00:30+00:00

شفق نيوز/ يعيش حسن إبراهيم طالب المرحلة الرابعة في كلية الاعلام بجامعة بغداد أوقاته الدراسية بمزيج من "القلق والخوف على مستقبله"، فحلم العمل في المجال الصحفي ارتطم بندرة الفرص المتاحة، والمشاكل المالية للمؤسسات الصحفية والإعلامية.

حسن إبراهيم حاله كحال طلبة المرحلة الرابعة للعام الدراسي (2023- 2024) في كلية الاعلام بجامعة بغداد وهم يتممون حفل تخرجهم، وهي الخطوة الي تضع رحلتهم الدراسية في امتارها الأخيرة، لينضموا لركب الخريجين السابقين الباحثين عن تساؤلات لإجاباتهم حول  فرص عمل تبدأ قبل التخرج ولا تنتهي بعده.

"فاشينستات" و"خلل بالمؤسسات"

يحمل خريجو كلية الإعلام، من وصفوهم بـ"الدخلاء" على العمل الإعلامي والصحفي ممن لا يمتلكون المؤهلات المهنية المطلوبة، بتقليص فرصهم بوظيفة الأحلام، حيث تقول الطالبة سارة معد من كلية بجامعة بغداد في حديث لوكالة شفق نيوز إن "اغلب القنوات الإعلامية تبحث عن المظهر الخارجي وليس الخبرة أو المهارة، ونحن كطلبة لدينا طاقات إعلامية جيدة ولكن نفتقد لتواجدنا في سوق العمل".

وتضيف أن "المنسوبيات تحرم نسبة كبيرة من الطلبة من التواجد في وسائل الإعلام المحلية، فما يعرفون اليوم بـ(الفاشينستات) وممن لديهم ملايين المتابعين على مواقع التواصل، يستحوذون على الساحة الإعلامية، ما يؤثر على طموح الطلبة وتقلل من فرص عملهم المستقبلية خصوصا اننا لا نمتلك وزارة خاصة بنا يمكن أن يكون التعيين فيها مركزياً".

وبهذا الصدد يوضح التدريسي في كلية الاعلام بجامعة بغداد الدكتور جميل نايف في حديث لوكالة شفق نيوز إن "الخلل بالمؤسسات الاعلامية لأنها تستقطب شخصيات وتقدمهم للمجتمع رغم أن أغلبهم لا يحملون شهادة أو حتى لغة سليمة، ومفرداتهم ليست إعلامية"، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن "التدريب والجانب العملي مهم للطالب، فنحن نحاول أن نعد الطالب الخريج بشكل عملي وليس نظرياً فقط".

"الفرصة موجودة ولكن"

رأي مخالف لما سبق يقوده الطالب أيوب قاسم في حديثه لوكالة شفق نيوز قائلاً إن "الفرصة موجودة ولكن تحتاج الى سعي الطالب الجامعي لدخول الميدان الإعلامي"، مبينا أن "أغلب العاملين بوسائل الإعلام ليسوا من الخريجين في مجال الصحافة والإعلام، وهو ليس مثلبة بقدر ما هو تنافس واثبات جدارة للعاملين بهذه الوسائل". 

ويضيف أن "في ظل التطور الحالي نحتاج الى التخصص الإعلامي بالدرجة الأساس، لكن الخلل انه لا توجد ثقة بين المؤسسات الإعلامية وخريجي الإعلام فهي تجدهم غير جديرين بالعمل وتبحث عن الشخصية الجاهزة، ولهذا حينما اريد تطوير نفسي سأسعى لذلك عملياً وليس نظرياً فقط وسأفرض نفسي في أي وقت تحتاجه هذه المؤسسات".

بدوره يقول زميله هاني العاتي في حديث لوكالة شفق نيوز إن "الوسائل الإعلامية لا تأخذ بالاعتبار العدد الكبير من خريجي طلبة كلية الاعلام، فهناك من يفرض نفسه على الوسط الإعلامي حينما يعمل على تطوير نفسه ومهاراته".

ويضيف العاتي أن "من يظهرون حاليا على الشاشة هم من تراكمات مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض القنوات تستخدمهم للمتابعة ورفع نسبة المشاهدة ولكنهم لا يمتلكون المهنية الحقيقية، ومع ذلك فان هؤلاء لم يكونوا سبباً أو يتسببوا بغياب طلبة الاعلام عن العمل، وبالتالي، برأيي، فإن ظهور هذه الشخصيات مرحلي ومؤقت".

"تجربة" ناجحة و"دكاكين" إعلامية 

ويقول الكاتب والصحفي ماجد كَيطان في حديث لوكالة شفق نيوز إن "من واقع التجربة وللأسف فإن 80% من الخريجين غير مؤهلين للعمل الإعلامي، لأسباب متعددة، أبرزها وجود خلل في المناهج الدراسية، والتنظير الذي لا يصاحبه جانب عملي، فضلا عن عدم وجود مبادرات لاستيعاب الخريجين، فالتعيينات تخضع للوساطات والمحسوبية والفرص تأتي من هنا وهناك ولهذا هناك مؤسسات فيها تخمة وهو ما يؤثر على الطلبة الخريجين".

وبشأن وجود أكاديميات او مراكز إعلامية تقدم دورات للطلبة، يوضح الصحفي كيطان أن "هذه الأكاديميات يمكن وصفها بالدكاكين، ولا يمكن لها ان تحدث نقلة نوعية، لان دوراتها وأدواتها بسيطة، وهدفها الربح المادي، ولا اعتقد انها مؤثرة".

ويتجه اليوم عدد ليس بالقليل من خريجي كليات الإعلام، الى مجالات أخرى، والعمل على مشاريعهم الخاصة، سواء مضطرين لذلك أو برغبتهم الشخصية، وهو ما يضعهم أمام هجرة الصحافة والكتابة بعد نفاد فرص التعيين في الجهات الحكومية التي يمكن أن تستوعبهم مثل المكاتب الإعلامية في الوزارات والمؤسسات.

وبحسب إحصائية لهيئة الاعلام والاتصالات، في 8 تشرين الأول 2023، فإن أكثر من 300 مؤسسة إذاعية وتلفزيونية ومكتب إعلامي تعمل في العراق، و57 قناة تلفزيونية عراقية مرخصة، إضافة إلى 152 وسيلة إذاعية، وأكثر من 60 مكتبا خارجيا لقنوات موجهة إلى العراق، تنقسم بين مملوك للأحزاب، أو رجال أعمال.

وتخفي أغلب الوسائل الإعلامية العراقية مصادر تمويلها وتعرّف نفسها بأنها ربحية، إلا أنها وبحسب مراقبين فإنها تمول من خلال المال السياسي، فأعداد العاملين في القنوات تتراوح من أصغرها إلى أكبرها بين 50 - 200 موظف، يصل متوسط مرتباتهم الشهرية بحدود 800 دولار، للفرد الواحد، وأغلب المحطات تمتلك مواقع إلكترونية ووسائل إذاعية".

خطة كلية الاعلام بجامعة بغداد 

يقول عميد الكلية الدكتور عمار طاهر إن "الكلية تستقبل نحو 250-300 طالب لكل الأقسام سنوياً"، لافتا الى أن "دراسة الإعلام تحتاج الى تعليم الطالب المهارات والتقنيات والمشاركة العملية وحينما يكون هناك عدد كبير، فان الطالب يفقد هذه الفرصة".

ويضيف: "لدينا خطة طموحة لإيجاد مخرجات تتناسب مع سوق العمل، فهدفنا أن يكون طالب الدراسات الاولية مؤهلاً عند تخرجه ولو بنسبة 50-60% في سوق العمل، ويكون متميزاً عن بقية الكليات الأخرى، ولدينا هدف كبير بدأنا بتحقيقه عبر زج المدربين عملياً في الصفوف، وتطوير البنى التحتية، واستخدام التقنيات الحديثة في الجانب الدراسي".

وبالمقارنة بين واقع الاعلام العراقي والعربي، يجد الإعلامي سرمد العبادي في حديث لوكالة شفق نيوز إن "وسائل الإعلام العراقية تعتمد الكم وليس النوع، فنحن نرى مثلاً عدداً كبيراً من القنوات الفضائية ولكنها لم تقدم إضافة نوعية على الأقل للمتلقي العراقي، وذلك بسبب اختلاف توجهاتها ورؤيتها للواقع بناء على رؤية مموليها والجهات الداعمة لها".

ويتابع: "بالتالي نجد في بعض الأحيان، تكدسا للخريجين مقابل وسائل إعلام لا تقدم المرجو منها، والمفارقة أن بعض القنوات العربية استقطبت اعلاميين عراقيين نجحوا فيها على نحو كبير مقارنة بعملهم السابق في العراق، وهو ما يؤشر ان هناك إمكانية لتطور الإعلامي العراقي ولكن الخلل بالمكان".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon