صراع سعودي- روسي يطيح بأسعار النفط.. فما قصته؟

صراع سعودي- روسي يطيح بأسعار النفط.. فما قصته؟
2020-03-13T09:13:30+00:00

شفق نيوز/ تقول سبعة مصادر نفطية، إن السعودية تكثف جهودها لإخراج خام الأورال الروسي من أسواقه الرئيسة عن طريق طرح إمداداتها بأسعار رخيصة بعد انهيار اتفاق دعم أسعار النفط العالمية، الذي ظل قائماً بين البلدين لمدة طويلة.
مصادر بالسوق أبلغت وكالات الانباء أن أرامكو السعودية تحاول طرح نفسها بديلاً عن خام الأورال في شركات التكرير بأنحاء العالم، من أوروبا إلى الهند.
وتقول مصادر بالسوق إن أرامكو التي تسيطر عليها الدولة تُجري محادثات مع شركات تكرير أوروبية كبيرة من بينها مشترون كبار لنفط الأورال، مثل نستي أويل الفنلندية، وبريم السويدية، وتوتال الفرنسية، وسوكار الأذربيجانية، وإيني الإيطالية؛ مردفين أن هذا الأسلوب بدأ يؤتي ثماره، اذ طلبت شركات تكرير كميات إضافية من الخام السعودي للتحميل في نيسان بأسعار “مغرية للغاية”.
فمثلا أبلغ مصدر في شركة نفط غربية كبرى وكالة رويترز للانباء “إنهم أي السعوديون يطرقون جميع الأبواب، عارضين الكثير وبأسعار رخيصة”. وبرغم ما يحدث، فإن وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء تنقل عن كيريل دميترييف، رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي، قوله يوم الأربعاء 11 آذار الجاري، إن روسيا والسعودية ستواصلان تطوير شراكتهما الاستثمارية. يأتي ذلك في الوقت الذي احتدمت فيه الخلافات بين البلدين في الأيام الأخيرة بشأن سياسة إنتاج النفط، لكن دميترييف يقول إن محاولات “تفكيك” الشراكة لن تنجح.
وفي الوقت الذي تحاول المملكة العربية السعودية إخراج خام الأورال الروسي من أسواقه الرئيسة في العالم، تقوم الشركة السعودية للنقل البحري باستئجار ما يصل إلى 19 ناقلة عملاقة هذه الأيام، منها 6 من المنتظر أن تنقل نحو 12 مليون برميل من الخام السعودي إلى الولايات المتحدة الامريكية، وفقاً لبيانات ومصادر، مع قيام الرياض بزيادة الشحنات في خضم حرب أسعار مع روسيا.
اذ قالت شركة النفط العملاقة أرامكو السعودية، يوم الثلاثاء، إنها سترفع إمدادات النفط إلى مستوى قياسي عند 12.3 مليون برميل يومياً، في نيسان، وهو ما يزيد بمقدار 300 ألف برميل يومياً عن طاقتها الإنتاجية القصوى. في المقابل تقول مصادر بقطاع الشحن البحري، إن جهود بحري لحجز ناقلات قادت نشاط السوق على مدار اليومين الماضيين، وهو ما يساعد في ارتفاع حاد لأسعار الشحن للناقلات العملاقة والناقلات الضخمة.
ان الشحنات إلى الولايات المتحدة ستكون إيذاناً بزيادة حادة مقارنة مع السنوات القليلة الماضية، عندما خفضت السعودية الإنتاج بالتوازي مع منتجين كبار آخرين لدعم الأسعار، فيما زادت الولايات المتحدة إنتاجها من النفط الصخري إلى مستويات قياسية. لكن السعودية خفضت يوم السبت السابع من آذار أسعار خامها إلى زبائنها حول العالم، بعد أن فشلت منظمة أوبك في الوصول إلى اتفاق مع روسيا، ثاني أكبر منتج للنفط في العالم، لتعميق تخفيضات إنتاجية تهدف لتعزيز الأسعار.
وعلى مدار الأسابيع الأربعة الماضية، بلغ متوسط شحنات النفط السعودي إلى الولايات المتحدة 431 ألف برميل يومياً، وفقاً لبيانات نشرتها إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، اليوم الأربعاء. في المقابل، وبعد توتر العلاقات السعودية الروسية بسبب أسعار النفط، انضمت الإمارات إلى السعودية، في التعهد بزيادة إنتاج الخام لمستويات قياسية، في نيسان، لتتبنى الدولتان الخليجيتان المنتجتان للنفط موقفاً موحداً في المواجهة مع روسيا، التي تعصف بأسعار الخام العالمية.
وتوازي كميات النفط الإضافية التي ينوي الحليفان ضخها 3.6% من الإمدادات العالمية، وستدخل السوق في وقت من المتوقع أن ينكمش فيه الطلب العالمي على الوقود للمرة الأولى في عشر سنوات تقريباً بسبب تفشي فيروس كورونا. إلى ذلك، تراجعت أسعار الخام نحو النصف منذ بداية العام، نتيجة للمخاوف من أن تغمر الدول الأعضاء في أوبك السوق بالنفط، في معركتها مع روسيا، بعد أن رفضت موسكو الموافقة الأسبوع الماضي على تخفيضات حادة للإنتاج، في إطار اتفاق أسهم في رفع الأسعار منذ 2016.
في حين أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) أنها سترفع إمدادات الخام لأكثر من أربعة ملايين برميل يومياً، في نيسان، وستعجل بخطط زيادة الطاقة إلى خمسة ملايين برميل يومياً، وهو هدف كانت تخطط مسبقاً للوصول إليه بحلول 2030.
ومع زيادة الإمدادات، تضيف الرياض وأبوظبي 3.6 مليون برميل يومياً للسوق، في نيسان المقبل، الذي يعاني من تخمة بالفعل، وذلك مقارنة بالإنتاج الحالي الذي يقيده اتفاق مع روسيا ينتهي العمل به نهاية آذار الجاري.
فضلا عن ذلك، تقول موسكو إن الشركات الروسية تعزز الإنتاج بما يصل إلى 300 ألف برميل يومياً، وقد ترفعه بما يصل إلى 500 ألف برميل يومياً. ويقول أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، في بيان، إن الشركة تخطط لزيادة قدرة إنتاج النفط لديها إلى 13 مليون برميل يومياً من 12 مليون برميل يوميا في الوقت الحالي. وقال الناصر إن الشركة تبذل أقصى جهد لتنفيذ ذلك التوجيه بأسرع ما يمكن. ولم يذكر جدولا زمنيا للخطة التي تتطلب استثمار مليارات الدولارات لزيادة القدرة على ضخ مزيد من النفط.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon